ناس عايزه مصلحتنا

دلوقتى انا هستعرض معاكم
تفكير ناس عايزه مصالحنا
كل همها راحتنا
وهيكون شعارنا
مش هنخاف مش هنطاطى
احنا كرهنا الصوت الواطى

المشهد الأول:
المكان: غرفة إجتماعات بمجلس الوزراء.
الأشخاص: رئيس الوزراء و وزير الإقتصاد.
رئيس الوزراء: لازم نشوف حل في مشكلة الكساد و الركود اللي مالية البلد. المعارضة بهدلتنا في الفترة الأخيرة.
وزير الإقتصاد: يا فندم إحنا بنبذل أقصي جهدنا و معاليك عارف.
رئيس الوزراء: مش كفاية. لازم فكرة جديدة نحل بيها الكساد اللي في البلد. هو إنت طول دراستك للإقتصاد من يوم ما كنت طالب في الكلية لحد ما أخدت الدكتوراة مفيش حاجة عدت عليك في المنهج لحل أزمة الكساد؟
وزير الإقتصاد (بعد قليل من التفكير): زمان لما كنت في ثالثة إعدادي قالوا لنا إن لما الثورة الصناعية ظهرت ظهر معاها أنواع جديدة من السلع مما ادي الي إنتعاش الإقتصاد.
رئيس الوزراء: يعني عايزنا نخترع سلع جديدة؟ هو إحنا عارفين نعمل سلع قديمة لما عايزنا نخترع سلع جديدة.
وزير الإقتصاد: يا فندم و ليه لأ؟ ممكن نفكر في سلع جديدة و ندرس تأثير طرحها علي السوق.
رئيس الوزراء: أيوة، لازم حاجة زي دي تدرس كويس. من ساعة موضوع تعويم الجنيه و الناس بتقول الحكومة بتضرب قرارات من دماغها.
وزير الإقتصاد: طبعاً يا فندم هتتم دراسة متأنية علي ثلاث مراحل رئيسية كل مرحلة تنقسم الي خمس مراحل فرعية. هو إحنا بنهزر؟ ده إقتصاد البلد. يعني مثلاً لازم السلعة دي يكون عليها طلب كبير أو فيه إحتياج من الشعب ليها، و إنها تبقي ضرورية للشعب ككل، يعني متكونش سلعة ترفيهية مثلاً علشان متبقاش حكر علي الطبقة العليا. كل ده هيتاخد في الإعتبار يا فندم. كل شيء هتتم دراسته دراسة متأنية، إطمن سعادتك.
في اليوم التالي مباشرة، مانشيت في إحدي الجرائد الرسمية:
خصخصة وسائل المواصلات
طرح الكراسي بأتوبيسات هيئة النقل العام للبيع
كتب عبده الهجاص:
في قرار حكيم لتحريك السوق المصري بعد طول فترة الركود، صدر قرار وزاري بطرح الكراسي بأتوبيسات هيئة النقل العام للتمليك علي أن يكون التمليك بأسبقية الحجز.
و يكون الحجز بفروع هيئة النقل العام المختلفة لعامة المواطنين، و قد تم فتح باب الحجز بداية من اليوم و حتي إنتهاء الكراسي، حيث يتقدم المواطن الراغب في التملك بطلب لتملك كرسي في خط رقم كذا المتجه من كذا الي كذا.
و قد صرح السيد رئيس الوزراء أن هذا القرار يأتي بعد دراسة متأنية لأحوال الإقتصاد المصري. و قال سيادته إن الدول الكبري مثل أمريكا و أوروبا بها اتوبسات ووسائل مواصلات عامة ملك لشركات خاصة. و لكن حرصاً علي حقوق المواطن من تلاعب كبار رجال الأعمال فقد قامت الدولة بطرح الكراسي في الأتوبيسات لعامة الشعب بدلا من تخصيص النقل كله لشركة واحدة أو إثنين. التفاصيل ص 4.
في الأيام التالية صار من الطبيعي أن تقرأ هذه المانشيتات في صفحات الجرائد.
مظاهرات القضاة الأخيرة تتم دون تدخل أمني لأن قوات الأمن المركزي مشغولة بحصار الجماهير المتظاهرة في طوابير أمام أفرع هيئة النقل العام للحصول علي مقاعد في أتوبيسات الهيئة.
طلب إحاطة بمجلس الشعب من المعارضة لوزير النقل و المواصلات حول الكوسة في تخصيص أتوبيسات الهيئة للتمليك.
صفحة الحوادث: زوجها يرفض أن يشتري لها كرسي بخط 3ج فقتلته و إنتحرت.
في صفحة إعلانات مبوبة: فيلا 250 متر بالرحاب تشطيب سوبر لوكس للبيع أو للبدل بكرسي في خط 710 المتجه من ميدان رمسيس الي الشيخ رمضان.
المشهد الثاني:
المكان: أحد شوارع القاهرة.
أحد مالكي الكراسي يركب أتوبيساً و يتجه الي الكرسي الخاص به. يجد أحد العوام ( إنقسم الشعب الي مالكي الكراسي و العوام) و قد جلس علي كرسيه فيقول له بهدوء:
- ممكن الكرسي من فضلك.
فيقوم و في عينيه نظرة حسد و يظل واقفا و يجلس الشابً.
يأتي الكمساري بدلأً من أن يطلب التذاكر يطلعه هذا الشاب علي الكارنيه الذي يثبت ملكيته للكرسي. الكمساري يأخذ تذاكر من المواطنين الواقفين فقط. تتعالي الهمسات وسط المواطنين الواقفين و هم يشيرون تجاه الشاب.
- باين عليه واصل قوي.
- يا عم تلاقيه جابها بالحظ.
- لا يا عم. شوفت طلع الكارنيه بثقة إزاي .ده تلاقيه مسنود قوي. أكيد ليه قريب ظابط مباحث ولا حاجة.
بعدها بعدة أسابيع، مانشيت في أحد الصحف:
قرار وزاري بإنشاء هيئة الرقابة علي الكراسي
بعد كثرة الحديث عن التلاعب في كراسي الأتوبيسات، صدر قرار من رئيس الوزراء بإنشاء الهيئة العامة للرقابة علي الكراسي علي أن تتبع الهيئة مجلس الوزراء مباشرة و يكون رئيسها بدرجة وزير.
المشهد الثالث:
المكان: أحد شوارع القاهرة.
شاب من مالكي الكراسي يركب أحد الأتوبيسات فيذهل حين يري أن الكراسي علي الجانبين قد تم وصلها ببعضها بحيث لم يعد هناك ممر للمرور.
يسأل الركاب عن السبب فيخبروه أن الكمساري و السواق يقومان بتأجير الكرسي الزائد في كل صف بمبلغ خرافي. ينظر للكمساري بغضب و يسأله:
أوصل إزاي للكرسي بتاعي دلوقت؟
عدي فوق الكراسي. ثم بصوت عالي للجالسين علي الكراسي: وسعوا شوية للأستاذ علشان يعدي يا حضرات.
ينظر له الشاب بغيظ فيقول له أحد الركاب:
إحمد ربنا إنت أحسن من الناس اللي فوق مثلا، بتظطر تتشعبط علشان تطلع.
الشاب (بذهول): فوق فين؟
- علي سطح الأتوبيس. إنت مشوفتك الكراسي المتركبة فوق ولا إيه؟
يظطر الشاب الي المرور فوق الكراسي و يصل الي كرسيه شاعراً بالغيظ. بعد لحظات يصعد الي الأتوبيس مفتش من هيئة الرقابة علي الكراسي. يبتهج الشاب و يقرر أن يشكو له مما فعله الكمساري و السائق. ثم فكر في أنه بالتأكيد سينتبه فشكل الأتوبيس واضح و قد إختفي الممر المخصص لمرور الركاب، ناهيك بالطبع عن الكراسي التي تم تريكبها علي السطح و التي لم ينتبه هو إليها. لم يلبث أن ذهل الشاب حين رأي السائق ينقد المفتش رزمة من المال فيصافحه هذا الأخير ويرفع يده بالتحية للكمساري و ينزل من الأتوبيس.
المشهد الرابع:
المكان: قهوة في احد شوارع مصر.
إثنان من الشباب يتحدثان أثناء تدخين الشيشة.
الأول: بنت خالتي سابت خطيبها و إتجوزت واحد تاني.
الثاني: ليه؟
الأول: أصل اللي إتجوزته أغني بكتير من خطيبها الأول.
الثاني: هو إنت مش قولت إن خطيبها كان مهندس في الحي؟ دول بيقبضوا جامد قوي، إنت فاهمني يعني.
الأول: ما هو اللي إتجوزته بيقبض أكتر.
الثاني : ليه، هو بيشتغل إيه؟ في الجمارك؟
الأول: لأ؟
الثاني: في التموين؟
الأول : لأ.
الثاني: تاجر مخدرات؟ حيرتني معاك.
الأول : بيشتغل كمساري في أتوبيس.
المشهد الخامس:
المكان: غرفة الصالون بمنزل أسرة متوسطة. شاب خجول يجلس أمام رب الأسرة.
الشاب: يا عمي يسعدني إني أطلب إيد بنتك الآنسة مها.
الأب: إنت يا إبني عندك شقة؟
الشاب: لأ.
الأب:عندك رصيد في البنك؟
الشاب: لأ.
الأب: عندك عربية؟
الشاب: لأ.
الأب: أمال عندك إيه؟
الشاب: ورثت عن عمي كرسي في خط 62. ممكن ابيعه و بتمنه أجيب شقة و أجهزها و بالباقي نشتري عربية و نعمل الفرح و نقضي شهر العسل في اسبانيا.
الأب: علي خيرة الله يا إبني.
و تتعالي الزغاريد.
المشهد السادس:
المكان: غرفة إجتماعات بمجلس الوزراء.
الأشخاص: رئيس الوزراء و وزير الإقتصاد.
رئيس الوزراء: فكرة كراسي الأتوبيس منفعتش. الكراسي عددها قليل جدا مقارنة بعدد المواطنين. فيه شوية ناس إشترت شوية كراسي و خلاص علي كده.
وزير الإقتصاد: والله يا فندم نفس اللي انا كنت بفكر فيه إمبارح بس الحمد لله لقيت حل.
رئيس الوزراء: إيه هو؟ قول الله يكرمك.
وزير الإقتصاد: هو مش إحنا عارفين إن كل سنة نهر النيل بيجي فيه كذا مليون متر مكعب مية تقريباً؟
رئيس الوزراء: آه، إيه علاقة ده بموضوعنا.
وزير الإقتصاد: هي دي السلعة الجديدة يا فندم، نبيع لكل مواطن عقد يضمن بيه كذا متر مكعب مية سنوياً. دي حاجة نقدر نقسمها علي الشعب بسهولة. و إطمن سعادتك الفكرة تمت دراستها دراسة وافية و دقيقة علي 45 مرحلة. يعني الموضوع مضمون بإذن الله.
رئيس الوزراء: طيب خلاص، علي بركة الله.



2 التعليقات:

أزال المؤلف هذا التعليق.

12 نوفمبر 2008 في 9:45 ص  

بجد انا اللى مش قادر اوصفلك شكلى وانا بشوف تعليقاتك منورانى دايما

13 نوفمبر 2008 في 9:09 م  

رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية